Feeds:
المقالات
التعليقات

إنني أكتب

…..

لماذا لا أقوى على البوح؟ إنه ليس البوح بالأسرار إنما أمر أخر إنه أمر أدفع حياتي ثمن له

أنارت شاشة جهازي الخلوي معلنة عن قدوم رسالة نصية منها… هاتفي لا يصدر صوتاً إذا أتت مكالمة أو رسالة نصية… هكذا جهازي لا يريد إزعاجي خاصة عندما يعلم أنه رسولها إلي…

قرأت رسالتها… تريدنا أن نخرج سويةً… وقد وضعت ساعة لا تريد أن تتأخر عنها عند العودة إلى المنزل وتسألني هل لدي إقتراح بالمكان الذي نذهب إليه…

خرجت إليها وأنا أشعر بغربة في داخلي… ياإلهي ماله قلبي لا يطاوع عقلي… أيكفيه أوجاعه التي لا أنام بسببها…

كان ذلك اليوم ممطر… خرجت من الحافلة الكهربائية على تقاطع طريقين رأيت أناس يمشون لوحدهم يتقون الجو البارد والممطر… أرى محطة على يساري بشعارها الأزرق والأصفر… ذهبت إلى جانب الأخر من الطريق… لا أستطيع رؤيتها… ولكنني أرى محبين يخطون الخطوات وكأنهم يملكون العالم….. وجدتها إنها تنظر إلي وعلى رأسها غطاء الجاكيت الجلدي وقد إنحسر شعرها على أكتافها…أتذكر هذا الجاكيت جيداً فقد إشترته وأنا معها… ضحكت قادماً إليها فقد أخطأت في موقع اللقاء… تهلل وجهها فرحاً بقدومي…

مرحباً بالغرباء

هذا المكان هو بمثابة زُقاق أقف فيه خلف حائط لن يراني إلا من أتى هنا إما بمحض الصدفة أو…..من يحب الخروج من الأبواب الخلفية. فأنا لا أدعو محركات البحث إلى هنا فهم غير مرحب بهم. لا أريد أن يقرأ قصاصاتي كل واقف في الشارع. أريد أولئك الذين يملكون الشجاعة للدخول إلى الأزقة أن يقرأوا ماأكتب على الحائط. أريدهم أن يقرأوا ماأسطره بدمي.

بوادر عاصفة

ماالسبيل إلى الهدوء؟

إنها تقودني إلى الجنون! مهلاً لدي شعور يخالجني بإن الموازين تغيرت. سبحان من جعل من صفات الدنيا أن تنقلب على طالبها. لقد قلت لها ذات يوم بإنك إن حصلت عليك فستكونين مُتاع دنيا…..

هل تتذكرين جدتي عندما كنت أنام في حضنك وأنتِ تغنين لي. أتذكرين جدتي عندما تدخلين البهجة والسرور إلى قلبي عندما أسمعك تترنمين بتلك الأبيات الغرامية. رحمك الله جدتي رحمة واسعة. لكم تمنيت أن نغني سوية.

لماذا جدتي ذهبتي بعيداً…..وأنا في أمسّ الحاجة إليك…لا أنيس من بعدك ولا قريب يخفف من آلام فراقك…

تلبس ذلك الجلباب الأسود اللامع الملئ بالقطن ذو غطاء رأس. إنه فريد من نوعه فيبدو أنه مصنوع تحت إسم عالمي. وتحمل على ظهرها حقيبة ذات اللونين الأسود والزهري كم هو لطيف منظر هذه الشنطة والفتاة تحملها.

هذه المرة الأولى التي رأيتها فيها. إنه يوم ممطر شديداً وقد دخلت خلفي إلى المصعد بسرعة البرق شعرت حينها أن أجنحة حملتها إلى هنا فلم أسمع صوت قدم لها إلا وهي خلفي واقفة، ولكنني كالعادة لم أُعر إليها ذلك الإنتباه. وقفت إلى يساري  تريد نفس الطابق. عندما فُتح الباب فإذا بنا نصطدم عند الخروج فهي تريد اليمين وأنا أريد اليسار فلا توجد مسافة بيننا حتى أستطيع أن أتجنبها كانت تنظر إلى الأرض وكأنها في عالمها الخاص؟! إنها تلك اللحظة عندما إصطدم كتفي بكتفها فقالت بسرعة البرق آسفة، نظرت إليها وأنا أُحدث نفسي ياللهول ألم ترني أريد أن أثب خارجاً. كانت تقف مائلة إلى الوراء…تباً لها فلم أعلم بإنها صيادة.

إنه ممطر…ذلك اليوم الذي رأيتها فيه…..

هذه المدينة التي عشقتها وعشقت فصولها الأربعة. كم هي ساحرة هذه المدينة. لم أكن أعلم بأن هذه المدينة التي أمتلئ قلبي بحبها ستنقلب حياتي فيها حتى أتمنى الموت من هول مارأيت…

نعم من هول مارأيت…

إنها تلك الفتاة….. التي رأيت منها الأهوال…..

معها…..

هل هذا قدري؟ بأن أكون إلى جانبها طوال هذه الأشهر بل كأنها سنوات طوال. هذا قدري حتى الأن أن أراها دوماً. رؤيتها تُثقل كاهلي! فبالرغم من رغبتي الشديدة لرؤيتها إلا أنه يوجد شعور قوي موازي لهذه الرغبة الحمقاء بعدم الرغبة في رؤيتها. أصبحا كالندّين كلاً منهما يفرض رأيه وأنا السلطان صاحب الرأي السديد لا أملك من أمري شيئاً. لقد فعلت هذه الفتاة بي الأفاعيل أو قلّ أفعال لا يقبلها منطق ولا عقل…

السماء لا تمطر

لقد تم إغلاق الصندوق بإحكام، قبعت سجيناً بداخله……الظلام حالك…… دهراً لا يعلمه إلا خالقي.

هيا أيها المارد قد حان وقت خروجك. لا تنسى بأنك آثم وهذه فرصتك لتُكفّر عن ذنوبك. أطلق العنان لنفسك وكن حراً أبياً فستحتاجهما كثيراً في هذا العالم المريض. كم لبثت تنظر إلي تريد الخروج! وكم من ليال مضت وأنت مطرقاً رأسك إلى الحائط قد شارفت على الموت وأنت صامت.

قد فككت قيدك ونزحت عنك أثقالك. هيا أيها المارد إفعل ماتشاء هنا فهذا فضائك الواسع.